للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرعون ويراه كما يسمع كلامهما ويراهما (١)، وليس كذلك هذه الآيات والأخبار التي وردت بصفات الذات فإن العقول تقصر عن معرفة المراد بها (٢) فلزمنا بالضرورة التصديق بها والإمساك عنها.


(١) تقدم الكلام على المعية. انظر: ص ٦١٧ - ٦١٨.
(٢) مراد المصنف - رحمه الله - بقوله: "فإن العقول تقصر عن معرفة المراد بها" أي تقصر عن معرفة كيفيتها، وليس المراد نفي فهم المعنى فإن المعنى من هذه الألفاظ معلوم من لغة العرب المراد به. قال الإمام مالك وشيخه ربيعة - رحمهما الله -: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة"، وقد تقدم تخريجه.
والمصنف - رحمه الله - من المثبتين للصفات كما تقدم بيان ذلك ص ٦٣٣ متفقاً في ذلك السلف، ولا يظن به أنه يقصد بذلك التفويض كما هو القول الآخر للأشاعرة في الصفات فإنه أثبت الصفات، ونفى التأويل وأثبت المعاني التي ينكرها الأشاعرة المفوضة كالعلو والحرف والصوت والنزول ونحوها، إلا أنه - رحمه الله - استعمل بعض الألفاظ وخاصة النفي المفصل، كقوله "ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض" ونحو ذلك مما هو من الألفاظ التي يستعملها المبتدعة. انظر: ص ٩٧ ونفيه هنا لمعرفة المراد بدون تخصيصه بالكيفية من الألفاظ التي لا يرتاح لها وتركها أولى. انظر: شرح العقيدة الطحاوية ص ٢٣٨ - ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>