للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٣ - فصل

قد ذكرنا أن في الكتاب والسنة صفات لله نؤمن بها كما جاءت ولا نفسرها (١) منها قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} (٢)، وقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ} (٣)، (٤)، وقوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ} (٥)، وقال سبحانه: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاء} (٦)، وقال: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (٧)، وقال: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (٨)، (٩)

١ تقدم هذا أول الكتاب ص (٩٩) وتقدم التعليق على قوله: "ولا نفسرها".


(٢) الرحمن آية (٢٧).
(٣) القصص آية (٨٨).
(٤) صفة الوجه ثابتة لله عزوجل من صفات ذاته جل وعلا ثبتت بالقرآن والسنة، وأجمع السلف على إثباتها لله من غير تشبيه ولا تكييف ولا تأويل وجهاً يليق بجلال الله وعظمته، وقد أنكرت الجهمية والمعتزلة أن يكون لله جل وعلا وجهاً، أما الأشاعرة فإن متقدميهم كالأشعري في الإبانة والباقلاني في التمهيد أثبتوا ذلك صفة لله عزوجل من غير تأويل، وردوا على المؤولين قولهم، وكذلك الجويني في العقيدة النظامية أثبت هذه الصفة ومنع التأويل والخوض في المعنى اتباعاً للسلف، أما المتأخرون من الأشاعرة كالغزالي والجويني في غير النظامية والآمدي والشهرستاني وغيرهم فهم على تأويلها متبعين في ذلك قول الجهمية والمعتزلة. انظر: الإبانة للأشعري ص ٩٥، التمهيد للباقلاني ص ٢٩٥، العقيدة النظامية ص ٣٤.
(٥) ص آية (٧٥).
(٦) المائدة آية (٦٤).
(٧) الفتح آية (١٠).
(٨) الزمر آية (٦٧).
(٩) استدل المصنف - رحمه الله - بالآيات المذكورة أن لله عزوجل يدين وأن كلتي يديه يمين كما ورد بذلك الحديث - وسيأتي ذكره - وإثبات السلف - رحمهم الله - لصفة اليد لله عزوجل إثباتاً من غير تشبيه وتنزيهاً من غير تعطيل، فيقولون لله يد كما ورد ذلك بالكتاب والسنة على ما يليق بجلال الله وعظمته ولا نكيف ولا نشبه ولا نؤول، وأنكر المعطلة من الجهمية والمعتزلة وأكثر الأشعرية أن لله يداً، وقالوا المراد باليد إما النعمة أو القدرة والمراد باليمين القوة، فردوا صريح القرآن والسنة وعطلوا الله عزوجل أن يوصف بالصفات الدالة على الكمال. انظر: قول السلف في المراجع المذكولاة في التعليق رقم (٣) ص ٦٢٧ ومذلك قول المعطلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>