للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٦ - فصل

وعندنا أن الجنة والنار مخلوقتان (١)، وأن الجنة في السماء والنار تحت الأرضين (٢).


(١) ذكر اتفاق أهل السنة على هذا الآجري في الشريعة ص (٣٨٧)، وأبو الحسن الأشعري في مقالاته ١/ ٣٤٩، ١٦٨، وابن حزم في الفصل ٤/ ٨١، والقاضي أبو يعلى في المعتمد في أصول الدين ص (١٨٠)، وابن القيم في حادي الأرواح ص (١١)، والطحاوي وشارح عقيدته ص (٤٧٦)، وصديق حسن خان في يقظة أولى الاعتبار ص (٣٥).
(٢) قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} النجم آية: (١٣ - ١٥) وثبت في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ". أخرجه البخاري في كتاب التوحيد (باب وكان عرشه على عرش الماء ٩/ ١٠١ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. فالآية والحديث يدلان على أن الجنة في السماء ويدل الحديث على أن سقفها عرش الرحمن.
أما النار فقد روى أبو نعيم في صفة الجنة (١٦٥ - ١٧٠) عن ابن عباس أنه قال: "الجنة في السماء السابعة ويجعلها حيث شاء يوم القيامة وجهنم في الأرض السابعة ".
وفي إسناده محمد بن عبد الله الراوي عن سلمة بن كهيل ولم أقف على ترجمته وفي إسناده أبو الزعراء عبد الله بن هاني. قال عنه البخاري: "لا يتابع في حديثه"، ووثقه العجلي وابن سعد وابن حبان انظر: التهذيب ٦/ ٦١.
كما روي أيضا عن مجاهد، قال: "قلت لابن عباس: أين الجنة؟ قال: فوق سبع سموات، قلت: فأين النار؟ قال: تحت سبع أبحر مطبقة".
وفي إسناده أبو يحيى القتات الكوفي الكناني قال ابن حبان: "فحش خطؤه، وكثر وهمه حتى سلك غير مسلك العدول في الروايات"، وقال ابن حجر في التقريب: "لين الحديث". انظر: التهذيب ١٢/ ٢٧٨، التقريب ص ٤٣٢.
فهذه الآثار كما هو ظاهر لا يقوم بها الاستدلال على أن النار في الأرض السابعة لضعفها، فلهذا التوقف في هذا أسلم، وقد حكى الوقف فيها الشيخ صديق حسن خان عن السيوطي وعن الشيخ أحمد ولي الدين المحدث الدهلوي ورجحه. انظر: يقظة أولى الاعتبار مما ورد في ذكر النار ص (٤٣ - ٤٦)، وانظر: حادي الأرواح ص (٤٦)، لوامع الأنوار البهية ٢/ ٢٣٧ - ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>