للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٧ - فصل

ومن الأدلة المذكورة لنا قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} (١).

فأجاب المخالف عن هذه بنحو أجوبته فيما مضى على أن المراد بالإضلال العقاب في الدنيا والآخرة (٢) وبالختم العلامة على القلب (٣).

والجواب عن هذا: ما مضى على أن الإضلال لا يستعمل في موضع العقاب (٤)، ولا يستعمل الختم في موضع العلامة على القلب لما تقدم ذكره (٥).

ويقال له: هذه الآية (٦) نزلت في النضر بن الحارث السهمي، كان من المستهزئين (٧) وكان يعبد الأوثان، فإذا رأى وثناً أحسن من الأول عبده وترك الأول (٨) فهذا معنى قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى


(١) الجاثية آية (٢٣).
(٢) انظر: ما تقدم ص ٢٧٥.
(٣) انظر: ما تقدم ص ٣٦١.
(٤) انظر: ما تقدم ص ٢٨٧.
(٥) انظر: ما تقدم ص ٣٦٢.
(٦) (الآية) ليست في - ح-.
(٧) في - ح- (المشركين).
(٨) ذكر هذا القرطبي في تفسيره ١٦/ ١٦٧ عن مقاتل إلا أنه سماه الحارث بن قيس السهمي، ولم أقف عليه بهذا الاسم والنضر بن الحارث الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرا بعد غزوة بدر وأرسلت أخنه قتيلة بنت الحارث أبياتا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مقتل أخيها، وقد نسبه ابن هشام في السيرة إلى عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي أما السهميون من قريش فهم أبناء عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. انظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٧، الأنساب للسمعاني ص ٣١٩، البداية والنهاية ٣/ ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>