(٢) غريب الحديث لأبي عبيد مدحه العلماء والأئمة، فروى الخطيب عن الإمام أحمد أنه استحسن الكتاب وقال: "جزاه الله خيراً"، وقال عبد الله بن طاهر حين عرض عليه الكتاب: "إن عقلاً بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش". وقال أبو عبيد عن كتابه: "كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال فأضعها في موضعها من الكتاب فأبيت ساهراً فرحاً مني بتلك الفائدة". انظر: تاريخ بغداد ١٢/ ٤٠٥ - ٤٠٧. وقد طبع الكتاب في أربعة مجلدات بمطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الهند. وجعل في آخره فهرساً لغريب اللغة، والجدير بالذكر أن النسخة التي عليها في طبع الكتاب منسوخة عن نسخة رويت عمن قرأها على أبي الطيب طاهر بن يحيى بن أبي الخير العمراني المتوفى سنة (٥٨٧ هـ) الذي قرأها مرراً على أبيه الشيخ يحيى بن أبي الخير العمراني رحمه الله. انظر: مقدمة كتاب غريب الحديث ص ١. (٣) غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ١٢٧، وأخرجه أيضا البخاري في خلق أفعال العباد ص ١٧، واستدل أبو عبيد - رحمه الله - بهذا الأثر على خلق الأعمال وأيده بقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} وقال: ألا ترى انهم كانوا ينحتون الأصنام ويعملونها بأيديهم ثم قال لهم: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}.