(٢) الجهمية: هم أتباع جهم بن صفوان أبو محرز السمرقندي، قال الذهبي عنه: "الضال المبتدع رأس الجهمية هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئا ولكنه زرع شراً عظيماً". انتهى. وكان جهم مع ضلالته يحمل السلاح ويقاتل السلطان فخرج مع الحارث بن سريج على نصر بن سيار عامل الأمويين بخراسان فقتله سلم بن أحوز المازني في آخر زمن بني أمية. ومذهب جهم في صفات الباري جل وعلا أنه لا يجوز أن يوصف الباري جل وعلا بصفة يوصف بها المخلوق لأن ذلك يقتضي عنده تشبيها، ووصف الله بأنه قادر موجد فاعل خالق محي مميت لأن هذه الأوصاف مختصة به عنده، كما يقول بخلق القرآن ويقول بالجبر في أعمال العباد وأن نسبتها إلى المخلوق مجازٌ، ويقول بالإرجاء في الإيمان حيث يجعله المعرفة فقط، والكفر هو الجهل بالله، كما ادعى أن الجنة والنار تفنيان، وأن النعيم والألم ينقطع في الآخرة. انظر: ميزان الاعتدال ١/ ٤٢٦، مقالات الإسلاميين ١/ ٣٣٨، الملل والنحل بهامش الفصل ١/ ١٠٩، الفرق بين الفرق ص ٢١١. (٣) الرافضة: هم الذين رفضوا إمامة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ويطعنون فيهما، وأول من أطلق عليهم هذا الاسم هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وذلك أنه بايعه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة فخرج بهم على والي العراق يوسف بن عمر الثقفي عامل هشام بن عبد الملك، فلما نشب القتال بينهما قال أهل الكوفة لزيد: إننا ننصرك على أعدائك بعد أن تخبرنا برأيك في أبي بكر وعمر اللذين ظلما جدك علي بن أبي طالب، فقال زيد: إني لا أقول فيهما إلا خيراً وما سمعت أبي يقول فيهما إلا خيراً ففارقوه عند ذلك حتى قال لهم: "رفضتموني"، ومن يومئذ سموا رافضة، وثبت مع زيد نفر قليل في مقدار مائتي رجل قتلوا عن آخرهم ومعهم زيد. انظر: مقالات الإسلاميين ١/ ٨٩، الفرق بين الفرق ص ٣٥، التبصير في الدين ص ٢٩.