للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله؟ القدرية والجهمية والمرجئة والرافضة، قلنا يا رسول الله ومن القدرية؟ قال: الذين يقولون الخير من الله والشر من إبليس ومن أنفسهم ألا وإن الخير والشر من الله، فمن قال غير ذلك فعليه لعنة الله، قلنا: يا رسول الله فمن الجهمية؟ قال: الذين يقولون القرآن مخلوق ألا وإن القرآن كلام الله غير مخلوق، فمن قال غير ذلك فعليه لعنة الله، قلنا يا رسول الله: فمن المرجئة؟ قال: الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل، ألا إن الإيمان قول وعمل من قال غير ذلك فعليه لعنة الله. قلنا: يا رسول الله، فمن الرافضة؟ قال: الذين يسبون أبا بكر وعمر، ألا فمن أبغض أبا بكر وعمر فعليه لعنة الله" (١).

وهذا المخالف وأهل مذهبه يقولون بقول الجهمية (٢) والرافضة (٣) بخلق


(١) أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً وقال: "هذا حديث لا شك في وضعه ومحمد بن عيسى والحربي مجهولان". الموضوعات ١/ ٢٧٥، وذكر الذهبي في الميزان ٣/ ٤٦٤، الحربي وهو محمد بن أحمد بن منصور الحربي، وقال: عن أبي حفص الفلاس يخبر باطل في لعن الرافضة والجهمية لايدري من هو وكذلك الراوي عنه.
(٢) الجهمية: هم أتباع جهم بن صفوان أبو محرز السمرقندي، قال الذهبي عنه: "الضال المبتدع رأس الجهمية هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئا ولكنه زرع شراً عظيماً". انتهى.
وكان جهم مع ضلالته يحمل السلاح ويقاتل السلطان فخرج مع الحارث بن سريج على نصر بن سيار عامل الأمويين بخراسان فقتله سلم بن أحوز المازني في آخر زمن بني أمية.
ومذهب جهم في صفات الباري جل وعلا أنه لا يجوز أن يوصف الباري جل وعلا بصفة يوصف بها المخلوق لأن ذلك يقتضي عنده تشبيها، ووصف الله بأنه قادر موجد فاعل خالق محي مميت لأن هذه الأوصاف مختصة به عنده، كما يقول بخلق القرآن ويقول بالجبر في أعمال العباد وأن نسبتها إلى المخلوق مجازٌ، ويقول بالإرجاء في الإيمان حيث يجعله المعرفة فقط، والكفر هو الجهل بالله، كما ادعى أن الجنة والنار تفنيان، وأن النعيم والألم ينقطع في الآخرة. انظر: ميزان الاعتدال ١/ ٤٢٦، مقالات الإسلاميين ١/ ٣٣٨، الملل والنحل بهامش الفصل ١/ ١٠٩، الفرق بين الفرق ص ٢١١.
(٣) الرافضة: هم الذين رفضوا إمامة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ويطعنون فيهما، وأول من أطلق عليهم هذا الاسم هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وذلك أنه بايعه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة فخرج بهم على والي العراق يوسف بن عمر الثقفي عامل هشام بن عبد الملك، فلما نشب القتال بينهما قال أهل الكوفة لزيد: إننا ننصرك على أعدائك بعد أن تخبرنا برأيك في أبي بكر وعمر اللذين ظلما جدك علي بن أبي طالب، فقال زيد: إني لا أقول فيهما إلا خيراً وما سمعت أبي يقول فيهما إلا خيراً ففارقوه عند ذلك حتى قال لهم: "رفضتموني"، ومن يومئذ سموا رافضة، وثبت مع زيد نفر قليل في مقدار مائتي رجل قتلوا عن آخرهم ومعهم زيد. انظر: مقالات الإسلاميين ١/ ٨٩، الفرق بين الفرق ص ٣٥، التبصير في الدين ص ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>