(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " (لفظ الغير) يراد به المغاير للشيء، ويراد به ما ليس هو إياه". مجموع الفتاوى ٦/ ١٧. وقال شارح الطحاوية: "لفظ الغير فيه إجمال فقد يراد به ما ليس هو إياه وقد يراد به ما جاز مفارقته له. لهذا كان أئمة السنة - رحمهم الله تعالى - لا يطلقون على صفات الله وكلامه أنه غيره وأنه ليس غيره؛ لأن إطلاق الإثبات قد يشعر أن ذلك مباين له، وإطلاق النفي قد يشعر بأنه هو هو، فإذا كان لفظ الغير فيه إجمال فلا يطلق إلا مع البيان والتفصيل، وإن أريد به أن الصفات زائدة على الذات التي يفهم من معناها غير ما يفهم من معنى الصفة فهذا حق، ولكن ليس في الخارج ذات مجردة عن الصفات بل الذات الموصوفة بصفات الكمال الثابتة لها لا تنفصل عنها، وإنما يفرض الذهن ذاتاً وصفة كلاً على حدة، ولكن ليس في الخارج ذات غير موصوفة فإن هذا محال، ولو لم يكن إلا صفة الوجود فإنها لا تنفك عن الوجود، وإن كان الذهن بفرض ذاتا ووجوداً يتصور هذا وحده، وهذا وحده لكن لا ينفك أحدهما عن الآخر في الخارج". شرح العقيدة الطحاوية ص ١٢٩، وانظر: مجموع الفتاوى ٣/ ٣٣٥ - ٣٣٧، الصفات الإلهية ف الكتاب والسنة ص ٣٤١.