للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفترى هذا كان خفياً على النبي - صلى الله عليه وسلم- حين رد عليهم الكساء وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين أذهبت عنهم (١) الرجس وطهرتهم تطهيراً" (٢) فهلا حقق النبي - صلى الله عليه وسلم- فعل أهله، وقال الذين خلقوا في قلوبهم (٣) التطهير وزدت في طهارتهم أو شهدت لهم بالتطهير، معاذ الله أن يتصور صحة هذا من (٤) له أدنى فطنة غلا من ختم الله على قلبه، ثم نرجع إلى إبطال ما ذكره (٥) هذا المخالف من (٦) التأويل في (٧) الفتنة والتطهير فنقول له:

لا ننكر أن الفتنة المذكورة في القرآن تنقسم على أقسام، فمنها الغلو في التأويل المظلم كتأويلاتك كلها قال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} (٨)، والفتنة في كلام (٩) العرب الابتلاء والاختبار من قولهم: (فتنت الفضة) إذا أدخلتها في النار لتميز بين


(١) في - ح - (بهم).
(٢) أخرجه ت كتاب المناقب، فضل فاطمة رضي الله عنها ٥/ ٦٩٩، حم ٦/ ٢٩٢، ٢٩٨، ٣٠٤ كلهم من حديث أم سلمة - رضي الله عنها- ولفظه عند الترمذي، ورواية أحمد نحوه "اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" قال الترمذي: "هو أحسن شيء في الباب"، وأخرجه ابن جيري في تفسيره ٢٢/ ٦، والحاكم في المستدرك ٣/ ١٤٦ من حديث أم سلمة وواثلة بن الأسقع - رضي الله عنهما - نحوه، وقال الحاكم عن حديث أم سلمة: "صحيح على شرط البخاري" ووافقه الذهبي، وقال عن حديث واثلة: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". قال الذهبي: "هو على شرط مسلم".
(٣) في - ح - (أنفسهم).
(٤) في - ح - (ممن).
(٥) في - ح - (ما قاله).
(٦) في - ح - (أن).
(٧) في - ح - (من).
(٨) آل عمران آية (٧).
(٩) في - ح- (تأويل).

<<  <  ج: ص:  >  >>