للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهود أن خلق التطهير في قلوبهم ولم يخلقه في قلوب اليهود، وإذا أثبت ذلك وفهم استغنينا عن إبطال ما أورده هذا المعترض من التأويل في الفتنة والتطهير.

وإن قال هذا المعترض وأهل مذهبه: بل ساوى الله بين أهل البيت وهؤلاء اليهود فيما خلقه بقلوبهم من ذلك، ولم يجعل لأهل بيت (١) النبي - صلى الله عليه وسلم- مزية عليهم ولا خلق في قلوبهم التطهير من الرجس، وإنما هم الذين خلقوا بقلوبهم التطهير من الرجس وليس لله فيه صنع، وتطهير الله الذي أخبر أنه طهرهم إنما (٢) هو زيادة في التطهير أو شهادة لهم بالتطهير الذي خلقوه بأنفسهم، واليهود لم يخلقوا ذلك بأنفسهم بل خلقوا التكذيب والكفر، وهذا حقيقة مذهبهم.

قلنا لهم: فهذا يؤدي إلى رد إخبار الله سبحانه أنه طهر قلوب (٣) أهل البيت ولم يرد تطهير قلوب اليهود ويؤدي إلى إسقاط تخصيص الله لأهل البيت وتفضيلهم على غيرهم، لأنهم إذا كانوا هم الخالقين (٤) لتطهير قلوبهم دون الله فلا منة لله عليهم، والمنة لله عليهم وعلى سائر المؤمنين بقوله: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ} (٥).

وأما زيادته لتطهير (٦) قلوبهم بع أن طهروها (٧) فليس لله فيه كبير منة، لأنهم قد بلغوا بتطهيرهم قلوبهم (٨) إلى الحد الذي يجب لله عليهم، وكذلك شهادته لهم بالتطهير لا منة لله عليهم به.


(١) (بيت) ساقطة من - ح -.
(٢) في الأصل (وإنما وفي - ح - بدون الواو وهو الأصوب ليستقيم الكلام.
(٣) في - ح - (قلوبهم).
(٤) في الأصل (الخالقون) وفي - ح - كما أثبت وهو الصواب.
(٥) الحجرات آية (١٧).
(٦) في - ح - (وتطهير).
(٧) في - ح - (طهر وهاهم).
(٨) في - ح- (لقلوبهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>