للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لغاتهم (١)، لأن الله يخلق العبارة في الكلام في قطعة لحم عن مرادات مختلفة تتقدم على الكلام (٢)، فالصنع العجيب في الكرم كالصنع العجيب في السوات والأرض وسائر الأجسام، فيجب أن يكون مساوياً للأجسام في كون الخالق لها واحداً.

وأما قوله: أراد البدائع التي تقتضي وجوب شكره عليها (٣)، فإن الكلام من البدائع التي تقتضي الشكر لله عليه، ولهذا امتن الله تعالى على أن


(١) وذلك في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ} الروم آية (٢٢).
(٢) قوله: (عن مرادات مختلفة تتقدم على الكلام) مراده بذلك ما يتهيأ في النفس من الكلام مما يسبق النطق به.
(٣) في النسختين (عليه) والأنسب (عليها) كما ورد في قول المخالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>