للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمعصية فإن الشيطان هو الذي يسيرهم (١) وهذا غير صحيح،؛ لأن الله أخبر في الآيات (٢) أنهم إذا خافوا الغرق تضرعوا إلى الله سبحانه بأن ينجيهم بقوله تعالى: {جَاءَتْهَا (٣) رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (٤) الآية. ومعلوم أن الكفار والفسقة إذا ركبوا في البحر لمعصية وخافوا الغرق يدعون إلى الله سبحانه بالنجاة ولا يدعون إلى الشيطان (٥)، فدل أن الله تعالى هو المسير لهم والمغرق لهم والمنجي لا شريك له بشيء من ذلك.


(١) لعل مراد المصنف - رحمه الله - بقوله عن المعتزلة "فإذا ساروا في البحر لمعصية فإن الشيطان هو الذي يسيرهم) يعني هو الذي يريد منهم هذا السير"، وسيأتي قول المصنف عنهم أن الله أراد منهم الخير وأن الشيطان أراد منهم الشر ص (٣٢٩) أما خلق التسيير على ما يظهر من معنى الكلام هنا فإن المعتزلة لا يقولون: إن الشيطان هو الخالق للمعصية، بل يجعلون العبد هو الخالق لأفعالهم في الطاعة والمعصية ولا يفرقون بينهما من ناحية الخلق وإنما يفرقون بينهما من ناحية الإرادة، فيجعلون الله مريداً للخير والشيطان مريداً للشر. انظر: كلام عبد الجبار المعتزلي في شرح الأصول على خلق الأفعال ص ٣٢٣ - ٣٣٢.
(٢) في - ح - (الآية).
(٣) في النسختين (جاءتهم) وهو خطأ.
(٤) يونس آية (٢٢).
(٥) هكذا في الموضعين في النسختين والأصوب (يدعون الله سبحانه بالنجاة ولا يدعون الشيطان).

<<  <  ج: ص:  >  >>