للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به (١) وفعله علمنا أن الله شاء منه وقوع ما أمر به فهو المحمود على فعل ما أمر به، ونعلم أنه أراد إثباته، وإن لم ينعم عليه ويتفضل بالإعانة على فعله ولم يفعله علمنا أنه لم يشأ منه فعل ما أمر به، وعلمنا أنه أراد عقابه وعليه يدل قوله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (٢).

وكذلك قوله تعالى: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (٣).


(١) في الأصل (أمر به) وهي في - ح- كما أثبت.
(٢) الأنعام آية (١١٠)، وذكر القرطبي في معناها ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المعنى: نقلب أفئدتهم وأنظارهم يوم القيامة على لهب النار وحر الجمر كما لم يؤمنوا في الدنيا (ونذرهم) في الدنيا أي نمهلهم ولا نعاقبهم فبعض الآية في الآخرة وبعضها في الدنيا.
القول الثاني: أن المعنى: ونقلب في الدنيا أي نحول بينهم وبين الإيمان لو جاءتهم تلك الآية كما حلنا بينهم وبين الإيمان أول مرة لما دعوتهم وأظهرت المعجزة.
القول الثالث: ونقلب أفئدة هؤلاء كيلا يؤمنوا كما لم يؤمن كفار الأمم السالفة لما رأوا ما اقترحوا من الآيات. تفسير القرطبي ٧/ ٥٦ - ٦٦، ويوافق قال المصنف هنا القولين الآخيرين.
(٣) البقرة آية (١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>