(٢) في الأصل (فيتصور) وما أثبت من - ح- وهو الأنسب للعبارة. (٣) الآكله: داء يقع في العضو فيتأكل منه. اللسان ١/ ١٠٢. (٤) الحق أنه لا تلازم بين الإرادة والمحبة فليس كل ما أراده الإنسان أحبه وليس كل ما أحبه أراده، وإن كان الأغلب الأعم أن الإرادة بالنسبة للإنسان تتبع المحبة، والمحبة تتبعها الإرادة ولا يختلف هذا إلا في الاضطرار أو الإكراه أو القصور عن تحصيل الشيء، وما ذكره المخالف من المثال ليس فيه تناقض، بل قد يقول الإنسان لأحد من الناس أريد أن تأكل طعامي وما أحب أن تأكله لحاجتي إليه، أو يضمر ذلك في نفسه ونحوا من ذلك، إلا أن الأمر بالنسبة لله ليس كما هو الحال بالنسبة للإنسان، فإن الله لامكره له ولا تقصر قدرته عن شيء وقادر على أن لا يكون في هذا الوجود إلا ما أراده وأحبه ورضيه، ولكنه لم يفعل ذلك لحكمة وغاية هو أرادها جل وعلا، حيث خلق الخلق لعبادته وأراد بذلك أن يبلوهم لينعم على المحسن بجنته، ويعاقب الكافر بالعذاب الأليم جزاءا وفاقاً. ولما كان هو السيد المطلق والرب القادر على كل شيء لم يخرج شيء في هذا الوجود عن هذه السيادة والربوبية والقدرة المطلقة، ولما كانت سلعته جل وعلا الجنة لم يتركها سلعة مبذولة يتمكن منها الطيب والخبيث، بل جعل الله أمرها ومفتاحها بيده ينعم به على من يشاء من خلقه فضلا ومنة وكرماً، أعني بمفتاحها الهداية إلى صراطه المستقيم فأمر جل وعلا بأوامر أرادها وأحبها ورضيها وأراد وجودها من أناس من خلقه ففعلوها فنالوا رضاه، ونهي عن نواهي يكرهها ولا يحبها ويبغضها وأراد وجودها من أناس من خلقه ففعلوها باختيارهم وإرادتهم التي لا تخرج عن إرادة الله جل وعلا، فأذاقهم بفعلهم العذاب الأليم وهو العادل المطلق وله الحكمة البالغة، جل وعلا.