للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن على قولك: إنكم لا تعبدون الله الرحمن الرحيم الإله الخالق، لأن هذه الأسماء خلق لكم إذا سميتموها، وهذا كفر صريح لا يخفى على أحد من ذوي العقول السليمة (١).

وأما الجواب عن الوجه الثاني الذي زعم المخالف، فإنا نقول له:

قولك: بأنا إذا قلنا: إنه لا خالق لشيء من الأفعال إلا الله يسد علينا الباب في تمانع الخالقين غيرصحيح، بل حقيقة التمانع وإثبات القول بالواحد لايكون إلا على قولنا، لأنا نفينا أن يكون مع الله خالق يخلق في الجملة، إذ لو كان كذلك لأدعى إلى التضاد والتغالب، فلما لم يوجد ذلك دل على أن الخالق واحد، وهذا لايوجد على قول القدرية لأن العباد كلهم وسائر الحيوان من البهائم والطير كلها خالقة لأفعالها: وقد نفى الله أن يكون معه خالق بقوله: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (٢) وقوله تعالى: {أَمْ (٣) جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} (٤).

ولا تعلق لهذا المخالف بجميع ما أورده في هذا الفصل على ما يقول إلا الشهادة منه على نفسه بفساد مذهبه وبطلان قوله في نفي الصفات وإثبات المشارك لله في الخلق، وتعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.


(١) تقدم ذكر قولهم في الصفات والرد على ما ذكر هنا بتفصيل وكذلك بيان أن تسميتهم لله يلزم منها أن أسماء الله مخلوقة. انظر: ص ٢٤٤ - ٢٥٠.
(٢) فاطر آية (٢).
(٣) في كلا النسختين (وجعلوا) وهو خطأ.
(٤) الرعد آية (١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>