للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام فيما أخبر الله عنه: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} فنسب إلى الله الإطعام والسقي والشفاء من المرض والإماتة والإحياء، ونسب إلى نفسه المرض وإن كان لا يمرض نفسه، وإنما ذكرت هذا ليعلم أن هذا المجيب يضع الدليل على ما لا متعلق له فيه.

وأما ما ذكره عن (١) الصحابة والتابعين فلا حجة لما ذكر، وسأبين ذلك في غير هذا الفصل إن شاء الله.

قال هذا المخالف: وأما ما ذكره من أبيات الشعر التي تتضمن ذكر القدر فلا حجة فيها، لأن الشعر الصحيح لا يحتج به إلا في تصحيح الألفاظ اللغوية لا في إبانة الحقائق العقلية.

والجواب أن يقال لهذا المجيب: إنكارك الاحتجاج بالشعر بهذا (٢) جهل منك بحكم الشعر في الألفاظ والمعاني، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن من الشعر لحِكَماً" (٣) والحكم لا تكون إلا في معنى.

وقال صلى الله عليه وسلم: "الشعر بمنزلة الكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح


(١) في (عن) النسختين والأصوب ما ذكر.
(٢) في - ح- (فهذا).
(٣) أخرجه خ. كتاب الأدب (ب. ما يجوز من الشعر .. ) ٨/ ٢٩ من حديث أبي بن كعب - رضي الله عنه - ولفظه عنده (حكمة)، وأخرجه ت. كتاب الأدب (ب. ما جاء من الشعر لحكمة) من حديث ابن مسعود مثل رواية البخاري.
ورواه من حديث ابن مسعود بلفظ (حكما) وقال الترمذي: حسن صحيح ٥/ ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>