للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب ولا في الشرع، ولا يقبل إلا من أعدمه الله العقل وأغفله عن ذكره.

والدليل على بطلانه أن العلامة في اللغة تسمى السيما (١) ولهذا قال الله في علامة المؤمنين: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (٢) وقال سبحانه في علامة الكفار يوم القيامة: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأقْدَامِ} (٣) وسيماهم اسوداد في وجوههم وزرق في أعينهم (٤)، وقال في علامة الفقير: {تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} (٥) يعني بعلامة الفقر، فإذا صح في السيما وهي العلامة أن تسمى بهذه (٦) المعاني مع اختلافها فيجوز على مقتضى هذا أن يسمى أثر السجود في وجوه المؤمنين طبعاً وختماً، لأن حقيقة الاسم لا يتغير ولا يختلف لاختلاف المحل المسمى به، وهذا لا يقوله أحد، ويقال لهم: إذا صح في اللغة والشرع أن يحمل الختم والطبع على قلوب الكافرين على علامة على قلوبهم يعرفهم (٧) بذلك الملائكة ليستعملوا فيهم ما هم له أهل من اللعن والذم وينزلوهم بمنزلتهم التي يستحقونها فما المانع أن تسمى الهداية (٨) والتنوير في قلوب المؤمنين طبعاً وختماً، ويحمل ذلك على أن الله جعل ذلك علامة على قلوبهم ليعرفهم بها الملائكة ليستمعلوا بهم ما ندبوا إليه من الصلاة عليهم والدعاء


(١) انظر: لسان العرب ٤/ ٣٠٨٤.
(٢) الفتح آية (٢٩).
(٣) الرحمن آية (٤١).
(٤) ذكر هذا الطبري ونسبه إلى الحسن وقتادة. انظر: تفسير ابن جرير ٢٧/ ١٤٣.
(٥) البقرة آية (٢٧٣).
(٦) في - ح- (يسمى بها هذه).
(٧) في - ح- (ليعرفهم).
(٨) في - ح- (الهدى).

<<  <  ج: ص:  >  >>