للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نسب شرح صدر المؤمنين إليه في هذه الآية. مثل قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً} (١). وقد مضى بيان صحة (٢) تأويلنا فيها وفساد تأويل المخالف فيها (٣).

وأما استدلال المخالف بقوله لما ذمهم الله على قسامة القلوب وتوعدهم عليها دل على أن ذلك خلقهم لا من خلقه.

فالجواب أن يقال له: فقد مدحهم الله على انشراح صدورهم بالإسلام، ووعدهم الجزاء عليه، وأخبر أنه شرح صدورهم للإسلام، فإذا لم يمتنع أن يخلق فيهم الشرح في الصدر ويمدحهم عليه ويثيبهم عليه لم يمتنع أن يخلق فيهم القسوة ويذمهم عليها ويعذبهم عليها.

وأما إضافة القساوة إليهم فلكونها كسباً لهم وقعت باختيارهم، ولأنهم محل لخلق الله لها.


(١) الأنعام آية (١٢٥).
(٢) (بيان صحة) ليست في - ح-.
(٣) انظر: الفصل رقم (٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>