أما قولهم إنه يجب عليه أن يثيبهم على الطاعة فإن هذا راجع إلى ما زعموه من أن العبد مستحق للثواب إذا قام بالواجب استحقاق العوض عن المعوض عنه، وأنه إذا لم يفعل يكون بذلك ظالماً للعبد، وهذا قياس عقلي فاسد فإن الطاعة من العبد لا تفي بحق نعم الله على العبد في الدنيا فضلاً عن ثواب الآخرة، ومع ذلك يتبجح المعتزلة في مسألة استحقاق الثواب على الطاعة وعلى الآلام الحاصلة في الدنيا. انظر أقوال المعتزلة في هذه المسائل في: المغني في أبواب العدل والتوحيد ١/ ٧٢، ١٠٠، ١٣٤، شرح الأصول الخمسة ص ٥٦٤ - ٦١٤، المواقف للإيجي ص ٣٢٨ - ٣٣٠، المعتمد في أصول الدين للقاضي أبي يعلى ص ١٥٤، مفاح دار السعادة لابن القيم ص ١٠٤ - ١١٢.