(٢) هذا كلام صحيح من المصنف في أن هذا يدل على أن حكمة الله غير جارية على حكمة المخلوقين، ولو كان هذا تقرير المصنف لهذه المسألة لكان أخذ بالحق وترك الباطل، إلا أنه قرر أن الله لا يفعل لحكمة ولا غاية وهذا باطل كما تقدم، والمثال المذكور هنا لا يخرج فعل الله عن الحكمة، فإنه كما تقدم جعل الدنيا دار بلاء وامتحان وهو الطريق إلى الجنة، فناسبه التصارع فيها بين الحق وأهله والباطل وأهله، وقتال الكفار للمسلمين ومقاتلتهم لأولياء الله فيه حكم عظيمة من أظهرها أن فيه أموراً عظيمة ويحبها الله عزوجل، كالصبر وبذل النفس والمال في سبيله، كما أن في قتل المسلم بيد الكافر رفعة لمسلم عند الله عزوجل في الآخرة بحيث ينال به درجة لا ينالها بغيره، إلى غير ذلك من الحكم التي قد تظهر بعضها ويخفى على ابن آدم أكثرها لقلة علمه وإحاطته.