للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال طاووس لرجل: "إن القدر سر الله عزوجل فلا تدخلن فيه". ولقد سمعت أبا الدرداء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام لما خرج من عند فرعون متغير الوجه، استقبله ملك من خزان النار وهو يقلب كفيه متعجباً لما قال له الروح الأمين: إن ربك عزوجل أرسلك إلى فرعون مع أنه قد طبع على قلبه فلا يؤمن (١)، قال جبريل (٢): فدعائي ما هو؟ قال: أمض لما أمرت، قال: صدقت ثم قال: يا موسى نحن اثنا عشر ملكاً من خزان النار قد جهدنا أن نسأل في هذا الأمر، فأوحى الله إلينا أن القدر سر الله فلا تدخلوا فيه" (٣).

وفي هذا كله إبطال لما أورد هذا القدري وبيان لمن نور الله بصيرته.


(١) في - ح- (فلن يؤمن).
(٢) في - ح- (قال لجبريل) عند الآجري (قال يا جبريل).
(٣) أخرجه الأجري في الشريعة ص ٢٣٦ من طريق سهل بن عثمان العسكري، قال: حدثنا سعيد ابن النعمان عن نهشل عن الضحاك بن عثمان عن طاووس ولم أقف على ترجمة لسعيد بن النعمان ونهشل إن يكن ابن سعيد البصري فقد قال عنه إسحاق بن راهويه: "كان كذاباً"، وقال أبو حاتم والنسائي: "متروك"، وقال يحيى والدارقطني: "ضعيف".
انظر: الميزان ٤/ ٢٧٥، ومع سقوطه من ناحية الإسناد هو منكر من ناحية معناه إذ هذا بعيد من حال الملائكة الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

<<  <  ج: ص:  >  >>