للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" (١).

وسئل ميمون بن مهران عن كلام المرجئة فقال: "أنا أكبر من ذلك" (٢)، يريد أن هذا الكلام حدث بعد ولادتي، وكذلك قال أيوب: أنا أكبر من المرجئة أول من تكلم في الإرجاء رجل يقال له الحسن بن محمد (٣) وذكروا المرجئة عند سفيان فقال: رأي محدث أدركت الناس على غيره (٤)، وقيل لابن أبي مليكة: إن قوماً يزعمون أن إيمانهم كإيمان جبريل وميكائيل فغضب عبد الله بن أبي مليكة فقال: ما رضي الله لجبريل عليه السلام حتى


(١) قول زبيد أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة ١/ ٣١٩ والإمام أحمد في الإيمان، ورقة ١٠٢/أ واللالكائي في السنة ٥/ ١٠٠١ أما الحديث فقد أخرجه خ. كتاب الإيمان (ب خوف المؤمن من أن يحبط عمله) ١/ ١٥ م. كتاب الإيمان (ب: قول النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم … ) ١/ ٨١.
(٢) أخرجه اللالكائي في السنة ٥/ ١٠٠١.
(٣) أخرجه اللالكائي في السنة ٥/ ١٠٠٣ والحسن هو ابن محمد بن علي بن أبي طالب ثقة فقيه قال عمرو بن دينار: "ما كان الزهري إلا من غلمان الحسن بن محمد". انظر: التقريب ص ٧٢ والتهذيب ٢/ ٣٢٠ وورى ابن سعد في الطبقات بسنده أن زاذان وميسرة دخلا على الحسن بن محمد بن علي فلاماه على الكتاب الذي وضع في الإرجاء فقال لزاذان يا أبا عمر لوددت أني كنت مت ولم أكتبه الطبقات ٥/ ٣٢٨.
فهذا يبين رجوعه عن هذا القول. وقد ذكر ابن حجر في ترجمته في التهذيب أن الإرجاء الذي نسب إلى الحسن هو إرجاء أمر المتقاتلين في الفتنة بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - وهذا بناء على رواية أبي عمر العدني في كتاب الإيمان له ص ١٤٥ عن عبد الواحد بن أيمن أنه قال: كان الحسن بن محمد بن الحنفية
يأمر أن أقرأ هذا الكتاب على الناس، فذكر كتاباً مطولاً فيه الأمر بتقوى الله وموالاة الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وإرجاء أمر المتقاتلين وذم فيه الروافض وتشيعهم لآل البيت وكذبهم وافتراءاتهم، قال ابن حجر: "وأما الإرجاء الذي يتعلق بالإيمان فلم يعرج عليه فلا يلحقه عاب".
وهذا كلام جيد من ابن حجر - رحمه الله - إلا أن اللالكائي ذكر عنه ذلك في معرض الكلام على الإرجاء في الإيمان فلو كان هو المقصود لأفصح عنه العلماء فالإرجاء إذا أطلق لا يتجه إلا إلى الإرجاء في الإيمان، والله أعلم.
(٤) الشريعة للآجري ص ١٤٤، السنة للالكائي ٥/ ١٠٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>