للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي أنه قيل: لعبد الله بن أبي أوفى: "هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قيل: فكيف أمر المسلمين بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله، وقال (١): أبو بكر يتوثب على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ودّ أبو بكر أنه وجد عهداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم فخزم (٢) أنفه منها بخزامة". (٣)

ويدل على صحة ما ذهبنا إليه قول الله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُول}؟ الآية، وهذا خطاب للصحابة - رضي الله عنهم -". (٤) لأنهم هم المستخلفون الله عنهم -، ثم قال بعدها: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} (٥) الآية، قال الضحاك: "هذا العهد لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - لأنهم هم المستخلفون بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنجز له ما وعدهم وجعلهم خلفاء بعد نبيه صلى الله عليه وسلم، ومكن لهم في الأرض ففتحوا الفتوح وغنموا الغنائم وسبوا الذراري، وكان سيف أبي بكر - رضي الله عنه - في أهل الردة سيف حق، وسيف علي - رضي الله عنه - في الخوارج سيف حق، وظهر بهم في دين الله بعد نبيه صلى الله عليه وسلم.


(١) القائل هذا كما في مصادر الرواية (الهزيل بن شرحبيل من رواية طلحة بن مصرف عنه).
(٢) قال ابن منظور: "خزم الشيء شكه والخزامة حلقة تجعل في أحد جانبي منخري البعير". لسان العرب ٢/ ١١٥٢، والمراد هنا خضوعه - رضي الله عنه - للموصى له والمعهود إليه.
(٣) أخرج الحديث خ. كتاب الوصايا (ب الوصايا … ) ٤/ ١، م. كتاب الوصية (ب ترك الوصية لمن ليس له شيء … ) ٣/ ١٢٥٦ بدون قوله: "وقال أبو بكر يتوثب … "، وأخرج مثله حم ٤/ ٣٨١، جه (كتاب الوصايا) (ب هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم) ٢/ ٩٠٠، دي كتاب الوصايا (ب من لم يوصي) ٢/ ٤٠٣، واللالكائي في السنة ٧/ ١٢٩٠، وإسناده صحيح.
(٤) عزا الرواية القرطبي في تفسيره ١٢/ ٢٩٧ إلى النقاش في تفسيره وذكر عن ابن العربي ترجيحه لهذا القول وانه قول علماء المالكية.
(٥) النور آية (٥٤ - ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>