للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحج (١)، ولكن الله شد بعزيمته الدين فقاتل أهل الردة فقاتل أهل الردة وأثر فيهم (٢) بالقتل وأبادهم واستأصل خضراءهم (٣)، حتى ألقى الله في قلوبهم من الهيبة والفشل منه ما كان في قلوب الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قال شاعرهم:

ألا عللاني قبل جيش أبي بكر … لعل منايا نا قريب ولا ندر

لعل جيوش المسلمين وخليهم … ستطرقنا قبل الصباح من الفجر (٤)

فكيف لا يصلح للخلافة من هذه صفته، هذا وقد كان مقدماً في الجاهلية تحتكم إليه العرب وترضى بحكمه وقوله (٥). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخلوا به ويستشيره في كثير من أمور التي أمر الله أن يستشير بها (٦) بقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ} (٧)، ولا يستشير إلا من يحمد لذلك بالعقل والعلم.


(١) ذكر ابن كثير والسيوطي أن ابن عساكر والبيهقي أخرجا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قوله: "والله الذي لا إله إلا الله هو لولا أن أبا أبكر استخلف ما عبد الله ثم قال الثانية ثم قال الثالثة، فقيل له مه يا أبا هريرة فقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه أسامة بن. يد في سبعمائة إلى الشام … " فذكر قصة الردة وخروج أسامة. البداية والنهاية ٦/ ٣٠٥، تاريخ الخلفاء ص ٧٣.
(٢) هكذا في - ح - وفي الأصل غير ظاهرة تماماً.
(٣) في - ح - (حصادهم).
(٤) هذه أبيات قالها حرقوص بن النعمان النمري وكان قد وضع لبنيه وبناته وامرأته جفنة خمر ودعاهم للشرب قبل وصول جيش خالد إليهم وذلك في قتاله في العراق، فقتل هذا الرجل على جفنته وسبي أهل. الكامل لابن الأثير ٢/ ٢٨٠، البداية والنهاية ٦/ ٣٥١.
(٥) نقل السيوطي عن الزبير بن بكار وابن عساكر عن معروف بن خربوذ قال: "إن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - أحد عشرة من قريش اتصل بهم شرف الجاهلية والإسلام فكان إليه أمر الديات والغرم". تاريخ الخلفاء ص ٣١. والمراد بأن إليه أمر الديات والغرم أي الذي يحكم فيها ويرضي الأطراف بالآراء الحكيمة التي يبديها في حل منازعاتهم.
(٦) روى الحاكم بسنده عن سعيد بن المسيب قال: "كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - من النبي صلى الله عليه وسلم مكان الوزير، فكان يشاروه في جميع أموره وكان ثانية في الإسلام، وكان ثانية في الغار، وكان ثانية في العريش، وكان ثانية في القبر، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم عليه أحداً" قال الذهبي في رواته مجهول. المستدرك. كتاب معرفة الصحابة ٣/ ٦٣.
(٧) آل عمران آية (١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>