كتاب الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

١٢٥ - فصل - أن القوم الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه فسقه ظلمه وكلما تأولوه لا يبيح قتله - ج: 3 - ص: 888

وروى كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قال: "ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتنة فمر بنا رجل مقنع (١)، فقال: "هذا يومئذ على الهدى فأخذت بضبعه فقتلته أو قلبته، فاستقبلت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا يا رسول الله قال: هذا فإذا هو عثمان ابن عفان" (٢).

وروت عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان: "إن الله سيقمصك قميصا إن روادوك على خلعه فلا تخلعه" (٣).

---

(١) في - ح - (مقنع رأسه).
(٢) أخرجه جه في المقدمة (ب فضائل عثمان - رضي الله عنه -) ١/ ٤١، حم ٤/ ٢٤٣، وفي فضائل الصحابة ١/ ٤٥٠، واللالكائي في السنة ٧/ ١٣٥١، وابن أبي عاصم في السنة ٢/ ٥٩١ كلهم من حديث محمد بن سيرين عن كعب. قال البوصيري: "هذا إسناد منقطع"، قال أبو حاتم: "محمد بن سيرين لم يسمع من كعب بن عجرة، ورجال الإسناد ثقات". مصباح الزجاجة ١/ ١٨، والحديث له شواهد بعضه صحيح منها ما أخرجه حم ٤/ ٢٣٦، والترمذي ٥/ ٦٢٨ من طرق أبي الأشعث الصنعاني أن خطباء قامت بالشام ومنهم رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقام آخرهم رجل يقال له مرة بن كعب فقال: "لو لا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت"، وذكر الفتن فقربها ثم ذكر نحو حديث كعب بن عجرة قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وأخرجه حم ٤/ ٢٣٥ من حديث أبي قلابة عن مرة، وأخرجه في ٤/ ٢٣٦ وابن أبي عاصم في السنة ٢/ ٥٩١ من حديث سليم بن عامر من جبير بن نفير عن مرة ابن كعب النهري نحوه وإسناده ثقات.
وأخرجه ابن حبان: انظر: موارد الظمآن ص ٥٣٩، وابن أبي عاصم في السنة ٢/ ٥٩١ من حديث عبد الله بن شقيف. قال: "حدثني هرم بن الحارث وأسامة بن خريم وكانا يقاربان فحدثاني حديثا ولا يشعر كل واحد منهم أن صاحبه حدثنيه عن مرة النهري أنه مرة قال. . " فذكره.
وهرم وأسامة ذكرهما أبو حاتم ولم يذكر فيهما درحا ولا تعديلا، الجرح والتعديل ٢/ ٢٨٣، ٩/ ١١١، وللحديث شاهد آخر من حديث عبد الله بن حوالة - رضي الله عنه - أخرجه حم ٤/ ١٠٩، وفي فضائل الصحابة ١/ ٤٤٨ وابن أبي عاصم في السنة ٢/ ٥٩٠، وذكره الهيثمي وقال: "أخرجه أحمد والطبري، ورجالهما رجال الصحيح" مجمع الزوائد ٩/ ٨٨.
(٣) أخرجه ت كتاب المناقب (ب عثمان - رضي الله عنه -) ٥/ ٦٢٨ وقال: حسن غريب، وأخرجه حم ٦/ ٨٦ - ١٤٩، وفي فضائل الصحابة ١/ ٥٠٠، وابن حبان. انظر: موارد الظمآن ص ٥٣٩، وابن أبي عاصم في السنة ص ٥٥٩ من طريق عبد الله بن عامر اليحصبي أو عبد الله بن قيس الحمصي. قال الألباني في التعليق على السنة: "إسناده صحيح على شرط مسلم"، وورد من طريق آخر عنها أخرجه جه في المقدمة (ب فضل عثمان - رضي الله عنه -) ١/ ٤١، حم ٦/ ٧٥، وفي فضائل الصحابة ١/ ٥٠٠، والحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة ٣/ ١٠٠ وقال: "حديث صحيح عالي الإسناد ولم يخرجاه"، والحديث مداره على الفرج بن فضالة، قال عنه في التقريب ص ٢٤٧ "ضعيف" وقد تعقب الذهبي الحاكم بقوله: "أنى له الصحة ومداره على الفرج بن فضالة" وأخرجه حم ٦/ ١١٤ عن عائشة رواية إسحاق بن سعيد بن عمرو بن العاص عن أبيه عن عائشة، وإسناده حسن فإن فيه محمد بن كناسة الأسدي أبو يحيى. قال عنه في التقريب: صدوق عارف بالآداب". التقريب ص ٣٠٥، وأخرجه اللالكائي ٧/ ١٣٥٠ من حديث عروة عن عائشة وإسناده جيد. ورجاله ثقات ما عدا المنهال بن بحر، فقد وثقه أبو حاتم ولينه ابن عدي، وقال العقيلي: "في حديثه نظر". انظر: الجرح والتعديل ٨/ ٣٥٧، الميزان ٤/ ١٩١.
وللحديث شاهد عند الإمام أحمد في فضائل الصحابة ١/ ٤٥٣ من حديث جبير بن نفير مرفوعا وإسناده ثقات، إلا أنه مرسل، لأن جبير بن نفير مخضرم وهو ثقة جليل. انظر: التقريب ص ٥٤.