[المسألة الثالثة] :
قال (وَنَشْهَدُ أَنَّهُ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) إلى قوله (لَا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ الْمَخْلُوقِينَ) ، هذا فيه تقرير لعقيدة أهل السنة في أنَّ القرآن كلام الله.
وقد مرّ معنا تفصيل الكلام على هذه الجملة من جهة كون القرآن كلاماً لله وتفاصيل الأقوال في ذلك.
وأهل السنة يعتقدون:
- أنَّ القرآن حروف وكلمات وجُمَلْ وآيات وسور.
- وأنَّهُ ألفاظ ومعاني.
- وأنَّ هذه جميعاً من الله - عز وجل -.
فالقرآن كلام الله - عز وجل - بحروفه ومعانيه، تَكَلَّمَ به الحق أ، فسمعه منه جبريل عليه السلام، فبلَّغَهُ لنبيه صلى الله عليه وسلم كما سَمِعْ.
والقرآن الذي بلّغه جبريل محمداً صلى الله عليه وسلم هو القرآن المسموع، كلام الله المسموع وليس كلامَ الله المكتوب.
لأنَّ القرآن كتبه الله - عز وجل - في اللوح المحفوظ جميعاً، كتب القرآن جميعه في اللوح المحفوظ كما قال سبحانه {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة:٧٥-٧٩] .
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} يعني جميع القرآن كريم، هو أعلى وأفضل وأميز الكلام.
لأنَّ الكريم من الأشياء هو المتميز على غيره الفاضل الأفضل.
قال {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} يعني في اللوح المحفوظ.
{لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} الذين هم الملائكة.
وكذلك قوله - عز وجل - في آية الحاقة.
فالقرآن المكتوب في اللوح المحفوظ، جبريل لم يأخذه مكتوباً وإنما أخذه مسموعاً، فهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة.
فقوله هنا {نَشْهدُ أَنَّهُ كَلاَمُ ربِّ العالمينَ} يعني بحروفه وكلماته وآياته وسوره هو كلام الله - عز وجل -، سمعه جبريل فنزل به مسموعاً إلى النّبي صلى الله عليه وسلم.
غير أهل السنة لهم في ذلك أقوال كثيرة يأتي ذكر تَعْدَادٍ لها عند قوله (وَلَا نَقُولُ بِخَلْقِهِ) .