أنَّ اسم القيوم لله - عز وجل - واسم الحي هذان الاسمان مُتَعَلِّقانِ بخلقه - عز وجل -، يعني أنَّ لهما الأثر في خلقه سبحانه، وكل حياةٍ تراها في خلقه فهي من آثار حياته - عز وجل -، وكل صلاح أو فعل تراه في خلقه فهو من آثار قيوميته - عز وجل -.
واسم القيوم مبالغة لإثبات كمال قيامه سبحانه وتعالى على الوجه المطلق بنفسه وبخلقه، فلفظ القيوم، اسم القيوم يدل على أنه سبحانه كامل فيما يختاره سبحانه وتعالى لنفسه من الصفات التي تقوم بمشيئته واختياره وقدرته، وكذلك له الكمال فيما يقيم به خلقه - عز وجل -.
وإذا تبيَّن ذلك فإن قول المؤلف (قَيُّومٌ لَا يَنَامُ) راجع إلى الآية {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} وذلك لكمال حياته، {وَلَا نَوْمٌ} وذلك لكمال قيوميته - عز وجل -.
ففسَّر القيوم بأنه الذي لا ينام، وهذا كما ذكرت لك ليس تفسيراً لمعنى القيوم، فإنَّ معنى القيوم أنّهُ الذي قام بنفسه وأقام غيره، فليس ثَمَّ شيء إلا والله - عز وجل - مُقيمٌ له على وجه ما تقتضيه حكمة الرب - عز وجل -.
فإذا تبيَّن ذلك فإنَّ اسم القيوم لله - عز وجل - واسم الحي له سبحانه وتعالى لهما أثر في إجابة السؤال.
وهذا الأثر مرتبط بقاعدة كلية في ارتباط الإجابة بحسن السؤال، ولهذا قال - عز وجل - {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ}[الأعراف:١٨٠] فدعوة الله - عز وجل - بأسمائه يعني بما يناسب مقصودك من الأسماء.
وكل [.....] لك في حياتك فهو من آثار اسم القيوم، لأنك تحتاج ما تقيم به حياتك، وكل ما تُقيمُ به حياتك إنما هو من القيوم - عز وجل -، فإذا أقامك - عز وجل - على شيء أو أقام لك شيئاً فإنه سبحانه القيوم الذي هو {قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}[الرعد:٣٣] سبحانه وتعالى.
لهذا فإنَّ فقه الدعاء مرتبط بفقه الأسماء والصفات، فكلما كان العبد أعرف بأسماء الله وصفاته وآثارها في خلقه، كُلَّما كان أعرف وأعلم بسؤال الله بها وباستحضاره لمعنى ذلك كان ذلك أرجى لقبول الدعاء وحصول المطلوب.