للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة الثانية] :

الله - عز وجل - قال {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} وذلك لكمال حياته ولكمال قيوميته - عز وجل -.

وقوله هنا (حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قَيُّومٌ لَا يَنَامُ) دلَّتا على القاعدة المقرَّرة عند أهل السنة والجماعة وهي:

*أنَّ وصف الرب - عز وجل - بالنفي ليس مقصوداً لذاته وإنما هو لإثبات كمال ضد ما نفى.

لهذا سبحانه أثبت الكمال له ثم نفى ليدل على إثبات الكمالات له - عز وجل -، فلمَّا قال {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قال {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} ليدل على أنَّ قول {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} لكمال حياته ولكمال قيوميته، فنفى لتأكيد الإثبات.

وهذه هي القاعدة المقررة عند أهل السنة والجماعة فيما يُنفَى في القرآن وفي السنة عن الله - عز وجل - إنما هو لإثبات كمال ضده من صفات الحق - عز وجل - كما في قوله سبحانه {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف:٤٩] لكمال عدله، وكما في قوله سبحانه {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} [مريم:٦٤] لكمال علمه سبحانه وحِفظِهِ سبحانه وقيوميته، وكقوله {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} ] الإخلاص] وأشباه ذلك.

<<  <   >  >>