للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ((وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) وفي لفظ آخر: ((أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ)) (١)، القيِّم والقيَّام والقيُّوم كما في قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} هو: القائم بنفسه المقيم لغيره سبحانه وتعالى.

وقوله: ((وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ)): نص على ربوبية الله سبحانه.

وقوله: ((أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)): هذا توسل عظيم بربوبية الله وقيوميته وصفاته، واعتراف بإلوهيته، وخضوع والتجاء إليه سبحانه وتعالى.

وأصح الاستفتاحات: ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا كَبَّر قال: ((اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ)) (٢)، وهذا يكون في الفريضة.

وأفضل الاستفتاحات في ذات الله سبحانه، ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ)) (٣)؛ لأنه ثناء، وكان عمر رضي الله عنه يَجْهَرُ بهذا الدعاء (٤)، واختاره الشيخ محمد بن عبد الوهاب (٥).


(١) أخرجه البخاري (١١٢٠).
(٢) أخرجه البخاري (٧٤٤)، ومسلم (٦٠١).
(٣) أخرجه أبو داود (٢٤٢)، والترمذي (٢٤٢)، والنسائي (٨٩٩)، وابن ماجه (٨٠٤).
(٤) أخرجه مسلم (٤٠٢).
(٥) آداب المشي إلى الصلاة، لمحمد بن عبد الوهاب (ص ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>