للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابُ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ.

[١٨١٦] حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرَّادٍ الْأَشْعَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ- وَاللَّفْظُ لِأَبِي عَامِرٍ- قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، قَالَ: فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا، فَنَقِبَتْ قَدَمَايَ، وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، فَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ: غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ؛ لِمَا كُنَّا نُعَصِّبُ عَلَى أَرْجُلِنَا مِنَ الْخِرَقِ، قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذَا الْحَدِيثِ، ثُمَّ كَرِهَ ذَلِكَ قَالَ: كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيْئًا مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: وَزَادَنِي غَيْرُ بُرَيْدٍ: وَاللَّهُ يُجْزِي بِهِ.

[خ: ٤١٣٨]

[غزوة ذات الرقاع هي غزوة محارب خصفة، وجمهور أهل المغازي على ذلك وأنهما غزوة واحدة، وجزم بذلك ابن إسحاق، وهو اختيار الإمام البخاري (١)، أما الواقدي فقال: هما غزوتان مختلفتان فذات الرقاع غزوة، ومحارب خصفة غزوة أخرى، وقد وقع خلاف حول غزوة ذات الرقاع هل هي سنة أربع أو سنة خمس.

قوله: ((خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ)) يعني: نركبه عقبة عقبة، وهو أن يركب الرجل قليلًا ثم ينزل ويركب الآخر بالنوبة، فيتناوبون على البعير واحدًا بعد واحد، وإذا كانوا اثنين فواحد يمشي، وإذا كانوا أربعة فيمشي ثلاثة، ثم بعد ذلك إذا مشى البعير وقتًا نزل الراكب وركب أحد المشاة، وهكذا.

قوله: ((فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا)) يعني: رقت جلودها وتأثرت من المشي.

قوله: ((فَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ: غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ)) المقصود من تسمية ذات الرقاع، فقد اختلفوا في تسميتها، فأبو موسى رضي الله عنه رأى أنها سميت ذات الرقاع؛ لأنهم كانو ايعصبون على أرجلهم الخرق، وقيل: إنها سميت بذلك لاسم الجبل، وقيل: للسببين معًا.] [*]

هذا الحديث فيه: ما أصاب الصحابة رضوان الله عليهم من الشدة، ففي قصة أبي موسى رضي الله عنه أنه نُقبت قدمه، وأصابتها الجروح وسقطت أظفاره ولف قدميه بالرِّقاع، ثم كره أن يكون أفشى شيئًا من عمله؛ ولهذا قال: ((واللهُ يَجْزِي بِهِ))، لكن ذكره من باب نشر العلم.


(١) صحيح البخاري (٥/ ١١٣).

[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ورد ما بين معكوفين في الأصل الإلكتروني

<<  <  ج: ص:  >  >>