وورد في الرواية الأخرى:((قُلْ: آمَنْتُ بِالله، ثُمَّ اسْتَقِمْ)).
هذا الحديث: من جوامع الكلم الذي أوتيه النبي عليه الصلاة والسلام؛ فإن هاتين الكلمتين:((قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ)) تجمعان الدين كله، فمن آمن بالله ووحده، ثم استقام بالعمل الصالح، حصل على كل خير؛ لأن الاستقامة تشمل أداء الفرائض، والانتهاء عن المحارم، والثبات على الدين، فالاستقامة هي الدين كله.
وهذا الحديث موافق لقوله تعالى:{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}، يعني: قالوا: معبودنا وإلهنا بالحق هو الله، ثم استقاموا بالعمل الصالح {تتنزل عليهم الملائكة ألَاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}، وقال سبحانه:{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعلمون}.
والله تعالى أمرنا أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم، وذلك في قوله:{اهدنا الصراط المستقيم}، فمن هُدي الصراط المستقيم فقد استقام، ومن استقام حصل على خيرَي الدنيا والآخرة، ولا شك أن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام في الدرجة العليا من الهداية والاستقامة.