قوله:((فَلَمْ يَرُعْنِي))، أي: فاجأني، يعني: أنه أخذ بمنكبه وفاجأه، وقال:((مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ)): وهي شهادة من علي رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه.
وهذه منقبة لعمر رضي الله عنه، فإنه لما وضع ((عَلَى سَرِيرِهِ))، يعني: على النعش، ((فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ))، يعني: أحاطوا به، يثنون عليه ويصلون، ويذكرون محاسنه، يقول ابن عباس رضي الله عنهما- وهو مع القوم الذين أحاطوا به واكتنفوه-: ((فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ، وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ