للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابٌ فِي فَضَائِلِ زَكَرِيَّاءَ عليه السلام

[٢٣٧٩] حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((كَانَ زَكَرِيَّاءُ نَجَّارًا)).

قوله: ((كَانَ زَكَرِيَّاءُ نَجَّارًا)): النجارة حرفة من الحرف، وفيه: دليل على أن الاحتراف والتكسب ليس فيه كراهة، ولا يعد عيبًا ولا نقصًا، فهذا نبي الله زكريا كان نجارًا، وجاء في الحديث الآخر: ((أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ عليه السلام، كَانَ لا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ)) (١) يصنع الدروع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم (٢).

وفيه: أنه ينبغي على الإنسان أن تكون له حرفة يكفُّ بها وجهه عن الناس، ولا يكون عالة على غيره، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل ما يعمله الإنسان قال: ((بَيْعٌ مَبْرُورٌ، وَعَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ)) (٣).

والأعمال الحرفية لا يعيبها شيء إلا إذا كانت رديئة، مثل: عمل الحجَّام فهذه حرفة رديئة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وَكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ)) (٤) وما عدا ذلك ليس في الاشتغال بالحرف عيبًا، فكون الإنسان يحترف النجارة أو الحدادة أو الجزارة أو الخياطة، أو من الحرف الجديدة كأن يكون بناءً أو مبلطًا أو دهَّانًا أو سبَّاكًا أو كهربائيًّا، أو يبيع ويشتري، هذا خير من أن يكون عاطلًا كما يفعل بعض الناس! والمقصود: أنه ينبغي للشباب وغير الشباب أن يلاحظوا هذا الشيء، ولا يركنوا إلى الوظائف الحكومية، فهؤلاء أصحاب همم رديئة، والإنسان يجب أن يكون صاحب همة عالية.


(١) أخرجه البخاري (٢٠٧٣).
(٢) أخرجه البخاري (٢٢٦٢).
(٣) أخرجه أحمد (١٥٨٣٦)، والبيهقي في الكبرى (١٠٣٩٧).
(٤) أخرجه مسلم (١٥٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>