في هذا الحديث: دليل على استحباب التبكير لصلاة الفجر يوم العيد في مزدلفة.
وقول ابن مسعود رضي الله عنه:((مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةً إِلَّا لِمِيقَاتِهَا، إِلَّا صَلَاتَيْنِ))، يعني: لغير ميقاتها المعتاد، وليس المراد: قبل دخول وقتها؛ لأن الصلاة لا تصح قبل دخول الوقت بإجماع المسلمين؛ لقول الله تعالى:{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}.
والنبي صلى الله عليه وسلم بكَّر فيها تبكيرًا شديدًا، والحكمة من ذلك: حتى يتسع وقت الوقوف بمزدلفة لذكر الله عز وجل؛ لقوله تعالى:{فاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}.
والوقوف يبدأ من صلاة الفجر إلى الإسفار؛ ولهذا فسره في الرواية الأخرى، فقال:((قَبْلَ وَقْتِهَا بِغَلَسٍ))، والغلس هو: اختلاط ضياء الصبح بظلام الليل.