في هذا الحديث: أن الله سبحانه وتعالى أذن للنبي صلى الله عليه وسلم في زيارة قبر أمه، ولم يأذن له بالاستغفار لها؛ لأنها ماتت في الجاهلية على دين قومها.
وظاهر الحديث: أن دعوة إبراهيم بلغت أبوي النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت في الصحيح عَنْ أَنَسٍ:((أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: فِي النَّارِ، فَلَمَّا قَفَّى، دَعَاهُ، فَقَالَ: ((إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ)) (١).
وأما أم النبي صلى الله عليه وسلم فإنها ماتت على دين قومها، والله أعلم هل بلغتها الدعوة، أو لم تبلغها.
ومن مات على دين الجاهلية لا يدعى له، وأمره إلى الله؛ لهذا لم يأذن الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لأمه، لكنه أذن له في زيارتها، فزارها وبكى وأبكى من حوله، رحمةً لها.