للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابٌ الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ

[٢٦٣٨] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ- يَعْنِي: ابْنَ مُحَمَّدٍ- عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ)).

قوله: ((جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ) يعني: هي جموع مجمعة، أنواع وأصناف، فهناك أرواح تتآلف، كأهل الخير يتآلفون في اتحاد الهدف، وأرواح أهل الشر تتآلف، فالأخيار يميلون إلى الأخيار، والأشرار يميلون إلى الأشرار، قال النووي رحمه الله: ((وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه، وقيل: إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها، وتناسبها في شيمها، وقيل: لأنها خلقت مجتمعة ثم فرقت في أجسادها، فمن وافق بشيمه ألفه، ومن باعده نافره وخالفه، وقال الخطابي وغيره: تآلفها هو ماخلقها الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ، وكانت الأرواح قسمين متقابلين، فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خلقت عليه، فيميل الأخيار إلى الأخيار والأشرار إلى الاشرار، والله اعلم)) (١).


(١) شرح مسلم، للنووي (١٦/ ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>