[٢٤٩٦] حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: ((لَا يَدْخُلُ النَّارَ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ- مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا)) قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَانْتَهَرَهَا، فَقَالَتْ حَفْصَةُ:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا}، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((قَدْ قَالَ اللَّهُ عز وجل: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا})).
قوله:((لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)): معناه: لا يدخلها أحد منهم قطعًا، كما صرح به في حديث حاطب رضي الله عنه قبله، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم:((إِنْ شَاءَ اللَّهُ)): للتبرك، لا للشك.
وفي هذا الحديث: دليل على أنه لا بأس بمراجعة العالم لأجل الفائدة، أو المناظرة لأجل أن تتبين المسألة؛ فإن حفصة رضي الله عنها راجعت النبي صلى الله عليه وسلم بقولها:{وإن منكم إلا واردها}.
وقد اختلف العلماء في المراد بالورود في الآية على قولين، أصحهما: أن المراد بالورود: المرور على الصراط، وقيل: المراد به دخول النار.
وهذه الآية من الآيات التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد فسر الورود بالمرور على الصراط، وبين أن النجاة لا تستلزم دخول النار، كما أن النجاة في قوله تعالى:{فلما جاء أمرنا نجينا صالحًا}، وقوله:{ولما جاء أمرنا نجينا هودًا} لا تستلزم حصول العذاب؛ فالله تعالى أخبر أنه نجى أنبياءه ولم يصبهم العذاب الذي أهلك به أممهم، فكذلك قوله: {ثم ننجي