للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابُ النَّهْيِ عَنْ هَتْكِ الْإِنْسَانِ سِتْرَ نَفْسِهِ

[٢٩٩٠] حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ: حَدَّثَنِي، وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: قَالَ سَالِمٌ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَاةٌ إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْإِجْهَارِ: أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ، فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ، قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ)).

قَالَ زُهَيْرٌ: ((وَإِنَّ مِنَ الْهِجَارِ)).

[خ: ٦٠٦٩]

قوله: ((كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَاةٌ)): مراعاة لمعنى ((كُلُّ) وفي اللفظ الآخر: ((كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى)) (١): مراعاة للفظها.

والمعنى: أن المتستر بالمعصية في عافية؛ لأنه يستحيي ولا ينشر المعصية بين الناس، فلا يقتدي به أحد، وأما الذي يجاهر بالمعصية فهذا ليس من أهل العافية، بل هو من أهل الفضيحة، ويجب أن يعاقَب عقوبة وشيكة؛ حيث إنه أعلن فسقه ومعصيته، واقتدى به السفهاء، ونشر الباطل.

وقوله: ((وَإِنَّ مِنَ الْهِجَارِ)): الهجار: يطلق على الفحش والخنا، قال النووي رحمه الله: ((قوله: ((وَإِنَّ مِنَ الْإِجْهَارِ)): كذا هو فى جميع النسخ إلا نسخة ابن ماهان ففيها: ((وَإِنَّ مِنَ الْجِهَارِ))، وهما صحيحان، الأول: من أجهر، والثاني: من جهر، وأما قول مسلم: قَالَ زُهَيْرٌ: ((وَإِنَّ مِنَ الْهِجَارِ)): بتقديم


(١) أخرجه البخاري (٦٠٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>