قوله:((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ))، وفي اللفظ الآخر في غير الصحيح:((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ)) (١)، يعني: أنه لم يقل هذا عن فخر، وإنما قاله بيانًا لمنزلته عليه الصلاة والسلام، ولأن هذا من البلاغ الذي يبلِّغه للأمة حتى تعلم الأمة مكانته ومنزلته عند الله عز وجل.
وهذا الحديث فيه: الرد على المخرفين من الصوفية وغيرهم الذين يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر موالدهم، ومجالسهم، وأنه يكون معهم فإنه صلى الله عليه وسلم" أو من ينشق عنه القبر" فهو قد مات، فلا يحضر معهم! وهذا كله من أبطل الباطل.
وفيه: أن من فضائله عليه الصلاة والسلام: أنه أول من ينشق عنه القبر، فجسده الشريف في قبره عليه الصلاة والسلام، وروحه الكريمة الطاهرة في أعلى عليين، ولها صلة بالجسد.
وفيه: أن له الشفاعة العظمى يوم القيامة، والتي يتأخر عنها أولو العزم من الرسل: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام، وهو المقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخِرون، وهو أول مشفع عليه الصلاة والسلام بعد أن يأذن الله له، ثم يشفعه.
(١) أخرجه أحمد (١٠٩٨٧)، والترمذي (٣١٤٨)، وابن ماجه (٤٣٠٨).