وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((وَالْمَلَائِكَةُ يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ))، بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ.
في هذا الحديث: فضل صلاتي الفجر، والعصر، وأنهما الصلاتان اللتان تجتمع فيهما ملائكة الليل وملائكة النهار، قال الله تعالى- في صلاة الفجر-: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}، وقرآن الفجر، يعني: صلاة الفجر، وسميت صلاة الفجر قرآنًا؛ لأن أفضل ما فيها القراءة، و {كَانَ مَشْهُودًا}، أي: تشهده الملائكة، والله تعالى يسألهم- وهو أعلم-: ((كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ))، وهذا في المصلين، أما غير المصلين فحالهم مختلف.
وقوله:((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ)) جُمع الفعل على لغة قليلة تسمى لغة: أكلوني البراغيث، وقد سبق بيانها.