قوله:((حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ)): أليات جمع أَلْية، يعني: أعجازهن، بسبب الطواف حول الصنم، والمعنى: أنهم يكفرون بالله عز وجل، ويعودون إلى عبادة الأصنام والأوثان.
وهذا الصنم كانت تعبده قبيلة دوس بتَبَالَة، وهو الآن في بيشة وما حولها من تهامة والجنوب، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، كما في صحيح البخاري، وقال له:((أَلا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الخَلَصَةِ))، وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ يُسَمَّى كَعْبَةَ اليَمَانِيَةِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، قَالَ: وَكُنْتُ لا أَثْبُتُ عَلَى الخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ:((اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا))، فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْوَفُ- أَوْ أَجْرَبُ- قَالَ: فَبَارَكَ فِي خَيْلِ أَحْمَسَ، وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ (١).
والأجرب، يعني: الأسود، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لرجال أحمس، وبرَّك عليهم