للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خمسَ مراتٍ، ثم عاد هذا الصنم في زمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وعُبِد من دون الله، وأزاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولا يؤمَنُ أن يعود مرة ثالثة- أيضًا.

قال المباركفوري رحمه الله: ((و (ذِي الْخَلَصَةِ) صنم وبيت كانوا يعظمونه كتعظيم الكعبة، ويسمونه الكعبة اليمانية، وكان الصنم مروة بيضاء منقوشة، عليها كهيئة التاج، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي ليهدمه، فكسر الصنم وجزءًا من البيت، وحرق البيت حتى تركه مثل الجمل الأجرب، ولم يستطع هدمه بالكامل؛ لكبر الحجارة التي بنيت بها جدرانه، فلما عاد الجهل إلى المسلمين في العصور الأخيرة بدأوا يقصدون ذا الخلصة بالنذور والقرابين، وأخذت نساؤهم تتقرب إليها وتطوف حولها، حتى جاء عهد آل سعود، وافتتحوا تلك المنطقة، وحاولوا هدمه في زمن الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود فلم يستطيعوا إلا هدم جزء منه؛ إذ كان البنيان ضخمًا، بحيث لا يقوى على زحزحة الحجر الواحد منه أقل من أربعين شخصًا، فلما جاء عهد الملك عبد العزيز آل سعود، وافتتح تلك البلاد، وظهرت الآليات الجديدة الكبيرة العملاقة ذهبت حملة جيوشه إلى جبال دوس سنة ١٣٤٤ هـ فأحرقوا شجرة عبلا، كانت بجانب ذي الخلصة، وهدموا بيت ذي الخلصة، ورموا بأنقاضه إلى الوادي حتى عفا أثره، وتركوا الأرض قاعًا صفصفًا، ولله الحمد)) (١).

وقال النووي رحمه الله: ((تَبالة: بمثناة فوق مفتوحة ثم باء موحدة مخففة، وهي موضع باليمن، وليست تبالة التي يضرب بها المثل، ويقال: أهون على الحجاج من تبالة؛ لأن تلك بالطائف، وأما ذو الخَلَصة فبفتح الخاء واللام، هذا هو المشهور، حكى القاضي فيه في الشرح والمشارق ثلاثة أوجه، أحدها: هذا، والثاني: بضم الخاء، والثالث: بفتح الخاء وإسكان


(١) منة المنعم، للمباركفوري (٤/ ٢٥٨ - ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>