وقوله:((تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ))، يعني: أصولًا، ((فَخِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقِهُوا))، يعني: إذا كانوا فقهاء وعلماء، والتفضيل في الإسلام إنما هو بالفقه والعلم والتقوى وفعل الخيرات، لكن إذا كان النسب شريفًا، ثم صار بعد الإسلام عالمًا فاضلًا ازداد شرفًا إلى شرفه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:((وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ)) (١)، فمن أخَّره عمله- بأن كان عمله الصالح قليلًا، أو كان عملُه سيئًا- فإن نَسَبَه لا يسرع به،