وفي هذا الحديث: أن قول الله تعالى: {إن أردن تحصنًا}: ليس قيدًا، ولا يفيد الإذن بالزنا إذا لم يُرِدْنَ تحصُّنًا، بل المراد: بيان الواقع والحال ووصف الغالب، وهذا مثل: قوله تعالى: {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم}، ففيه بيان تحريم الربيبة التي في الحجر، وهذا ليس قيدًا، بل تحرم الربيبة ولو لم تكن في الحجر، وذُكرت لبيان الواقع، أو لبيان الأغلب، ومثله: قوله تعالى: {ومن يدع مع الله إلهًا آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه} فدعاء غير الله شرك، ولكن قول الله:{لا برهان له به} لبيان واقع المشرك، وليس يدل على أنه إذا كان عنده برهان جاز الشرك.