قوله:((تَبْلُغُ الْمَسَاكِنُ إِهَابَ- أَوْ يَهَابَ))، يعني: تتسع المدينة وتصل المباني إلى إهاب، وإهاب بكسر الهمزة، وأما يهاب فبياء مثناة تحت مفتوحة ومكسورة، وهي موضع بقرب المدينة على أميال منها.
[٢٩٠٤] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ- يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لَيْسَتِ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا، وَتُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا)).
قوله:((السَّنَةُ)): المراد بها: الجدب والقحط، وهذا ذكره المؤلف رحمه الله في أشراط الساعة، وهو من علامات الساعة أن يمطَر الناس، ثم لا تنبت الأرض شيئًا.
وقوله:((لَيْسَتِ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا، وَتُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا))، يعني: ليس الجدب ألا تمطروا، بل الجدب الأشد والأعظم: أن يمطر الناس، ثم لا تنبت الأرض شيئًا.
وفي هذا الحديث: نفي النبي صلى الله عليه وسلم الصفةَ عما هو متصف بها؛ لإثباتها لِمَا