قولها:((أَقَبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الصَّعِيدِ)): المراد بالصعيد هنا: عوالي المدينة، وأصل الصعيد: ما كان على وجه الأرض، مثل: قوله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}.
وقولها:((تُرِيدُ أَنْ تُسْعِدَنِي))، أي: تساعدني، وتبكي معي، فلما قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم:((أَتُرِيدِينَ أَنْ تُدْخِلِي الشَّيْطَانَ بَيْتًا أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْهُ؟ - مَرَّتَيْنِ)) كفت عن البكاء.
وفيه: استجابة الصحابة، والصحابيات رضي الله عنهم أجمعين لأمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الواجب على المسلم أن يقبل أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن لا يكون له الخِيَرة في ذلك، قال تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
وفيه: أنه كان في الجاهلية إذا مات لهم أحد جاء من حولهم من الجيران- ولا سيما النساء- يبكون مع أهل البيت بكاءَ تصنُّع، ثم إذا حصل