في هذا الحديث: إشارةٌ إلى عُتُوِّ أبي جهل وعناده وكبره، وتأصُّلِ الكفر في قلبه ورسوخه فيه؛ فإنه استنكف واستكبر أن يقول: اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فاهدنا إليه، لكنه سبق إليه الشقاءُ، قال تعالى:{ومن يضلل الله فما له من هاد}.
وفيه: دليل على أن وجود النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس أَمَنَةٌ من العذاب؛ ولهذا قال تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
والاستغفار هو: التوبة، والتوبة مانعة من نزول العذاب، وكذلك وجود النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهر الناس مانع من العذاب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:((النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ)) (١).