وقوله:((فَعَرَفْتُ فِيهِ تَحَوُّشَ الْقَوْمِ))، يعني: انقباضهم، أو فطنتهم وذكاءهم.
في هذا الحديث: بيان قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((واللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى والذَّكَرِ والأنثى))، فيكون القسم بالذكر والأنثى، وقراءة الجمهور قراءة مشهورة:{وما خلق الذكر والأنثى}.
وقد كان بقي لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه مصحف، لما زالت المصاحف، وعن خمير بن مالك قال: أُمر بالمصاحف أن تُغَيَّر، فقال ابن مسعود رضي الله عنه:((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَغُلَّ مُصْحَفَهُ فَلْيَغُلَّهُ، فَإِنَّ مَنْ غَلَّ شَيْئًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ))، ثم قال:((قَرَأْتُ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ سُورَةً، أَفَأَتْرُكُ مَا أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ! )) (١).