رضي الله عنه من خواص النبي صلى الله عليه وسلم، وممن ناصره، ومنه الحواريون أصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام، قال تعالى:{إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم}.
وقوله:((خُلُوفٌ))، أي: عقب فاسد، يقول تعالى:{فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}، فالخَلْف بإسكان اللام: العقِب الفاسد، وأما الخلَف بفتحها: فهو العقب الصالح (١).
وقوله:((ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ))، أي: تخالف أقوالُهم أفعالَهم، ويفعلون ما لم يأمرهم الله تعالى به، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام؛ لانحرافهم، فهم عصاة يجب الإنكار عليهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:((فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ)).
وفيه: دليل على أن إنكار المنكر نوع من الجهاد، فقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم إنكار المنكر جهادًا، وإنما يكون الجهاد باليد، ويكون الجهاد باللسان، ويكون الجهاد بالقلب، وأعلى مراتب الجهاد قتال أعداء الله في سبيل الله بالسيف، وكل ما يقوم مقامه من آلات الحرب في العصر الحديث.