للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قولها: ((يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ)) لم ينقل عن غيرها من الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة: ((ق)) على المنبر كل جمعة، وهذا يدل على أن أم هشام رضي الله عنها قالت ذلك على سبيل المبالغة، وأن مرادها أنها سمعته يقرأها مراتٍ على المنبر.

وفي هذه الأحاديث: بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ الآيات على المنبر يوم الجمعة، يذكِّر الناس؛ لأن الخطبة موعظة وتذكير، والقرآن أعظم موعظة.

والخطيب يقرأ على الناس سورة: {ق والقرآن المجيد}؛ لما فيها من الموعظة، ففيها إثبات القرآن، وإثبات البعث والمعاد، وفيها أمر العباد بالنظر إلى آيات الله والتفكر فيها، وفي السماء، والأرض، والنبات، وفيها بيان مشاهد القيامة، وبيان أن الله تعالى يعلم ما توسوس به نفس الإنسان، وفيها التذكير بالموت وبالجنة والنار؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها.

وقولها: ((يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ)) استدل به أهل العلم على أنه ينبغي أن تتضمن الخطبة آيات من القرآن.

وقولها: ((لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاحِدًا)) التنور: هو الذي يخبز فيه الخبز، وإما أن يُحفَر في الأرض، أو يُبنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>