للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيها: حسن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن معاشرة أهله، وهواية ما يهوونه، إذا لم يكن فيه محذور شرعي؛ لهذا أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها أن تنظر إلى الحبشة، وهم يلعبون.

وفيها: جواز إنكار التابع والتلميذ مع وجود شيخه ومعلمه، إذا كان يعتقد أن هذا الأمر الذي فُعل في حضور شيخه منكرًا، ثم إذا أخطأ سدده شيخه، أو خالفه، لهذا أنكر أبو بكر رضي الله عنه على عائشة رضي الله عنها وعلى الجاريتين الغناء؛ ظنًّا منه أن ذلك محرم، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك جائز.

وقوله: ((فُرْسٌ أَوْ حَبَشٌ؟ ) يعني: من الفرس، أو الحبشة؟ وهذا شك من الراوي، والصواب: أنهم حبش.

وقولها: ((وَقُمْتُ عَلَى الْبَابِ أَنْظُرُ بَيْنَ أُذُنَيْهِ) يعني: مرة بين الأذن اليمنى والعاتق الأيمن، ومرة بين الأذن اليسرى والعاتق الأيسر.

[٨٩٣] وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ، قَالَ عَبْدُ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِرَابِهِمْ، إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ يَحْصِبُهُمْ بِهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((دَعْهُمْ يَا عُمَرُ)).

[خ: ٢٩٠١]

قوله: ((إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ يَحْصِبُهُمْ بِهَا)): الحصباء: الحصى الصغار.

في هذا الحديث: إنكار عمر اللعب في المسجد، مثل ما فعل أبو بكر رضي الله عنه مع الجاريتين؛ ظنًّا منه أن ذلك لا يجوز، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((دَعْهُمْ يَا عُمَرُ) أي: فإنهم لم يفعلوا شيئًا منكرًا.

قال النووي رحمه الله- في إنكار عمر رضي الله عنه-: ((وهو محمول على أن هذا لا

<<  <  ج: ص:  >  >>